Monday, October 25, 2010

تأثير الكنيسة على المجتمع من خلال وسائط الميديا الحالية

تأثير الكنيسة على المجتمع من خلال وسائط الميديا الحالية:لكي تؤثر الكنيسة على المجتمع بفعالية لابد أن تخرج من عزلتها فلا تنغلق خلف أسوارها مشغولة بمشاكلها فقط بل تتحرر من الجمود ولا تنعزل عن المجتمع بثقافته بل تستخدم هذه الثقافة في تحقيق تأثيرها الإيجابي على المجتمع،ولكي تنجح الكنيسة في هذا السبيل لابد أن تفرض نفسها على وسائط الميديا الحالية من مرئية(كالتلفاز والقنوات الفضائية)أو مسموعة(كالراديوو
الكاسيت)أو مقرؤة(كالصحف والمجلات)وحالياً الشبكة الإلكترونية(الإنترنت)التي هي اسرع وأضمن وسيلة فهي الآن مستخدمة بواسطة معظم الناس وتصل بسهولة إلى كل شخص في كل وقت وأينما كان ولذلك على الكنيسة أن تبذل قصاري جهدها وتعمل ليلاً ونهاراً حتى تصبح مؤهلة ومتقدمة في مجال الإنترنت وفي كل ما يرتبط به وحتى تصبح قادرة على إبتكار وتطوير برامج تجذب جميع فئات المجتمع وهكذا تتمكن من إقامة قنوات بينها وبين المجتمع:
إستخدام الكنيسة للإنترنت لابد أن يكون إيجابياً وأخلاقياً ومنظماً ومهذباً وليس عشوائياً وليس كما يحدث حالياً عبر القنوات الفضائية وفي بعض المواقع الإلكترونية،هذا التدخل السلبي عن طريق تجريح وإهانة الأخر وعدم تقديره لمشاعره يعطي صورة سيئة عن الكنيسة ويعطل كرازتها ويؤدي إلى تفتيت الوحدة وزرع الكراهية في القلوب.
الكنيسة يجب أن تعلن رسالتها من خلال وسائط الميديا الحالية بطريقة تتوافق مع تعاليم السيد المسيح ومع مباديء الكتاب المقدس حتى تصبح قادرة على تغيير المجتمع لأجل خاطر ملكوت الله متخذة المسيح مثال لها الذي أحدث ثورة مادية وروحية في قلوب الناس وكرز بالأعمال والكلام وإعتنى بحياة الناس الروحية والجسدية،لقد إخترق المسيح المجتمع لكي يغيره فلم يطالب المسيح أو رسله بتأسيس دولة مسيحية على الأرض إلا أن تعاليمه أثرت وغيرت أمم كثيرة
الكنيسة يمكن أن تعمل على نشر رسالة الإنجيل من خلال المحبة الباذلة وتسهم في الخدمة والعطاء ولابد أن تدرك جيداً دورها في تسديد إحتياجات المجتمع المختلفة(صحية،إجتماعية،تعليمية،إقتصادية)وخاصة في وقت الأزمات(الأوبئة،0000)
الكنيسة يجب أن توظف الإنترنت في توضيح المبادئ والمعايير الأخلاقية السليمة دون حدوث ثورة وإضطراب بين الناس وذلك كما أظهرها المسيح,هذه الأخلاقيات يفتقدها المجتمع اليوم فالكنيسة لابد أن تقاوم الفوضى والفساد وفاعلي الشروأن تعلن أن المسيحية الحقيقية هي ضد الحروب والصراع والمجتمع اليوم يسوده التشويش والعنف والجريمة والمادية والأنانية فالكل يسعى فقط وراء تحقيق مصلحته الشخصية فيجب على الكنيسة الحقيقية أن تستبدل تلك المفاهيم والقيم الواهية بأخرى كتابية(ثابتةودائمة)وتبث من خلال الإنترنت دعوتها إلى تعزيز السلام والمحافظة على الأمن والنظام في المجتمع وأثناء ذلك عليها أن تتسربل بالتواضع والمحبة والوحدة والوداعة.
لابد أن تتحرر الكنيسة من التعصب الديني وتعمل على تقليص التوترات عن طريق المشاركة الفعالة والموضوعية في القضايا المختلفة التي تهم المجتمع وذلك من خلال المناقشات الإيجابية مع الفئات المختلفة وأن تساهم في حل المشكلات التي تواجه المجتمع وأساس تلك المساهمة هو أن تعلن أن معرفة الله والسلوك حسب إرادته هو الحل لمشكلات البشر العميقة.
لابد أن تؤثر الكنيسة على المجتمع متحررة من الخوف بل بشجاعة تواجه الهجوم التي تتعرض له حالياً ولكن بأخلاق السيد المسيح،وبمواجهة مبنية على دراسة عميقة وليس من فراغ وأيضاً بأسلوب مدعم بأحترام وخضوع وإكرام للرئاسات ،فالكنيسة لابد أن تطيع السلطة والحكومة المدنية لأن منبعها ومصدرها الله فهي مرتبة من الله(رو13، 1تي2)حتى ينعم المجتمع بالهدوء والسلام،هذه الطاعة لابد أن لا تتعارض مع مشيئة الله ومع تعاليمه الصريحة وفي ذات الوقت دون أن تتنازل الكنيسة عن حقوقها بل تطالب بها بكل الطرق السلمية.
الكنيسة يجب ألا تتنازل أو تتهرب من حقها في المشاركة السياسية بل تصر على أن يكون لها صوت واضح مسموع وتدعو أبناءها إلى المشاركة الإيجابية في الإنتخابات المختلفةوذلك بطريقة محايدة تتماشى مع المصلحة العامة والتي تخدم المجتمع فلا مانع من محاولة التأثير على الشأن السياسي طالما لا يتعارض هذا مع تعليم المسيح ولا يؤثر على حقوق الأخرين في أي كيان سياسي فالكنيسة ليست تنظيماً سياسياً بل ينبغي أن يكون لها تأثيراً في كل المجالات.
الكنيسة لابد أن تستخدم الميديا الحالية في إظهار فنونها الراقية وتطويرها والتي لا تتعارض مع القيم  الكتابية المسيحية وذلك لأن الفنون هي  التي تصنع المجتمع وتؤثرعليه.
إذا إتبعت الكنيسة تلك المباديء السامية ستفرض نفسها بحرية وبسهولة على وسائط الميديا الحالية وستصبح ملح يحمي المجتمع من الفساد ونور يضئ للمجتمع.